"قارئة الفنجان".. ليست مجرد قصيدة غناها العندليب الأسمر
محمد احمد الموجي
الأربعاء، 30 مارس 2016 10:47 م
جلست والخوف بعينيها، تتأمل فنجانه المقلوب، لكن هذه المرة رفضت الإفصاح عما وجدته، ولم تقل له "الحزن عليك هو المكتوب"، اكتفت بأن تقول "عندما تعود من السفر سأخبرك بما سيحدث"، كانت "قارئة فنجان" سودانية تُدعى مرجانة، وكان هو العندليب الأسمر حليم.
"قارئة الفنجان" لم تكن مجرد قصيدة، كتبها نزار قباني وأرسلها لحليم 1973 وطلب منه أن يغنيها لترى النور 1976، بل الأمر تجاوز ذلك، فبحسب ما كتب الصحفي موسى صبري بموقع نون، كانت هناك امرأة سودانية تُدعى "مرجانة" قد حصلت على "كارت بلانش" للدخول إلى منزل "حليم" في أي وقت بعد أن صدقت نبوءتها وأصبح حليم العندليب الأسمر الذي يعشق الملايين بالوطن العربي صوته، وتمر اليوم 30 مارس ذكرى رحيله.
ومثلما أخبرته مرجانة أنه سيصبح نجما كبيرا في بداية حياته، أفصحت له أمام إصراره بأن يعرف ما الذي تخفيه عنه في الفنجان، أنه سيصاب بداء كبير ينهي حياته، الأمر الذي جعله يغضب منها.
وغناء "قارئة الفنجان" لم يكن بالأمر السهل لما تحمله من كلمات صعبة ليس من السهل أن يتقبلها الجمهور، لدرجة أن نزار قال لحليم: إنت المطرب الوحيد اللي يقدر يغني الكلمات ديه، لأنك "بجح" و"جريء"، كما كان يوجه حليم رسالة لجمهوره قبل غنائها "قارئة الفنجان أغنية كلماتها صعبة وعايزة تتسمع كويس أوي".
التغييرات التي أجراها الملحن محمد الموجي والمطرب عبدالحليم حافظ من أجل أغراض موسيقية لم تنل إعجاب الشاعر نزار قباني، وأبلغ "نزار" حينها "حليم" تخوفه من أن تفقد القصيدة بنيتها الأساسية.
وفي مذكرات السندريلا سعاد حسني، أشارت إلى أن نزار كتب قصيدة بشأن قصة حبها مع حليم، وعرضها عليه بالفعل ليغنيها، إلا أنه طلب منه تغيير بيت واحد كي لا يتعرضا للضرر، وهو "حبيبة قلبك يا ولدي.. نائمة في قصرٍ مرصودٍ.. والقصر كبير يا ولدي.. وكلاب تحرسه وجنود"، وتم حذف "وكلاب تحرسه وجنود".
ورغم أن حليم ذكر في لقاء تليفزيوني أن نزار هو من عرض عليه غناء "قارئة الفنجان"، إلا أن الصحفي موسى صبري، ذكر رواية أخرى، وهي أن حليم قد حكى لنزار قصة العرافة "مرجانة" معه، فكتب "نزار" هذه الأغنية، التي حاول فيها تخليد قصة حب السندريلا والعندليب.
ولقارئة الفنجان قصة لا تُنسى، فبينما يغني حليم أحد مقاطع الأغنية، تعالت صيحات وصفير الجمهور وقال أحدهم "مش سامعين"، بينما ردد آخر "هنفضل نهيص يا عبده"، ليثير غضب عبدالحليم حافظ حينها ويترك الميكروفون، ثم يعود ليقول غاضبا "على فكرة أنا بعرف أصفر كمان.. وبعرف أعلي صوتي وأزعق".
لا يفوتك