التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 04:16 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا مُنع فيلم "ليلة القدر" من العرض 3 مرات؟

لم تتوقف السينما طويلاً أمام ملف العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر وما يتخللها من احتقان، حتى يصل إلى حد الفتنة الطائفية، ما جعل صناع السينما في السنوات الأخيرة يتعاملون مع تلك العلاقة بسطحية أو تفضيل اجتنابها، خاصة بعد عرض فيلم "ليلة القدر"، الذي يعتبر أحد الأفلام الشائكة والممنوعة من العرض، بسبب تحريضه على الفتنة بين المسحيين والمسلمين بمصر.



تناولت أحداث الفيلم قضية الزواج المختلط بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، ومن خلال مسألتين مرفوضتين من الناحية الأمنية، من شأنهما التأثير على سلامة الوحدة الوطنية والتماسك بين طوائف المجتمع المصري، من خلال المقارنة بين الأديان بصفة عامة، لأن مجالها البحث العلمي المعتمد على أصول المعرفة، والثانية أن المقارنة المرفوضة من حيث المبدأ والمزايدة على حب الله والدين.


ويظهر ذلك خلال فيلم "ليلة القدر"، الذي عرض يوم الإثنين 3 مارس عام 1952، بطولة حسن صدقي وليلى فوزي وهدى سلطان وستيفان روستي. ويقوم حسين صدقي بدور الشيخ حسن المسلم، الذي يقع في غرام بنت مسيحية "لويزا"، تؤدي دورها ليلى فوزي، ويتزوجها بعد هروبها من بيت أهلها، لتعلن إسلامها قبل وفاتها في نهاية الفيلم.



وعندما عُرض الفيلم، اعترض عليه عدد كبير من المسيحيين والمسلمين من النخبة المثقفة، كما اعترضت المؤسسات الدينية المسيحية والكنسية في مصر بشكل رسمي، فتم منعه من السينمات بعد عرضه بأسبوع واحد.


بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، طالب الفنان حسين صدقي بإعادة عرض الفيلم، وبالفعل عرض مرة أخرى، إلا أن نفس النخبة كبيرة من المثقفين المصريين عارضوه مجددا، فأمر رئيس الجمهورية اللواء محمد نجيب ـ وقتها ـ برفع الفيلم من جميع دور العرض السينمائية بالقاهرة والإسكندرية.


وبعد تنحية الرئيس محمد نجيب، وبمناسبة عقد المؤتمر الإسلامي العالمي عام 1954، قام الفنان حسين صدقي بتغيير اسم الفيلم إلى "الشيخ حسن"، وأضاف 7 دقائق أخرى، محاولاً استرضاء الجهة المعارضة، وطلب تصريحا بعرض الفيلم مرة أخرى، وكان الرئيس الراحل أنور السادات الوسيط في تحقيق هذا الطلب، فتمت الموافقة على طلب التصريح بعرض الفيلم باسمه الجديد في 4 أكتوبر 1954، لتعود نفس النخبة من المصريين المثقفين ومعهم المركز الكاثوليكي المصري للسينما، للاعتراض على عرض الفيلم للمرة الثالثة، ولأن جمال عبد الناصر خشي أن يؤثر استمرار عرض الفيلم على شعبيته بين المسيحيين، أمر برفعه للمرة الثالث.



ويمنع الفيلم من العرض حتى يومنا هذا على شاشات التلفزيون المصري المحلية والفضائية، إلا على بعض القنوات المشفرة، فيما يرى البعض أن قرار المنع جاء بحجة الترويج لدين على حساب آخر، واعتباره دعوة للفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين.