تعتبر التوراة التي تمثل أهم أجزاء العهد القديم، بالنسبة لكافة الطوائف اليهودية على اختلاف انتماءاتها هي الرافد والمحرك الأول لليهود وتصرفاتهم ومعتقداتهم، ولعل اختلاف اليهود في الاحتفال بعيد الحب عن العالم أجمع دليلاً وإشارة لذلك.

مع منتصف أغسطس الحالي، أو آب وفقًا للتسمية العبرية للشهرية، يحل عيد الحب اليهودي، فوفقا للشريعة اليهودية فهو يحل في أثناء الاستراحة بين الحصاد والقطاف، أو بين موسم التجميع والحرث، وكما جاء في المشنا اليهودية، التي تعد بمثابة المفسر والشارحة لنصوص التوراة، فإن هذا اليوم "طيب، مساوٍ ليوم الغفران".

تواصل روحاني بين الذكر والأنثى

تعتبر معظم الأعياد اليهودية مناسبات للعبس في وجه الأعداء، الذين شتتوا الجماعة المختارة في بقاع المعمورة وأذلوها وفقا للمعتقدات اليهودية، بيد أن عيد الحب اليهودي، مختلف نسبيا، فهو يوم فرح، تسامح، ومحبة بين بني إسرائيل.

وترتدي النساء الملابس البيضاء، عكس المتعارف عليه في عيد الحب بالعالم، وهو اللون الأحمر، ويخرجن في المتنزهات والمسطحات الخضراء، أو الكروم كما جاء في العهد القديم، من أجل العثور على شريك الحياة وإيجاد الأزواج.

وفقا للقبالاة اليهودية فإن هناك تواصلا روحانيا بين الذكر والأنثى في هذا اليوم، لذا فثمة فرصة عظيمة لكي تجد الأنثى نصفها الآخر.

لماذا يوم 15 آب ؟

في المعتقدات القديمة يعد يوم 15 آب مرتبطا بالخصوبة، فهو يوم اكتمال القمر، ويمثل كامل قوة الشمس، لذا فالذكر والأنثى يصلان لحالة عظيمة من الخصوبة والتزاوج بشكل نموذجي.

أحب لغيرك ما تحب لنفسك

من كانت لديه خصومة مع غيره، فهذا يوم عظيم لرأب الصدع في العلاقة، إذ هناك وصية في الديانة اليهودية تخص هذا اليوم وهي "أحب لغيرك ما تحب لنفسك"، فهي فرصة عظيمة للتراحم والحب.

قصة العيد من التوراة

وذكر سفر القضاة، وهو السفر السابع في ترتيب التوراة داخل العهد القديم قصة هذا العيد وأشهر ما حدث فيه، فيقول السفر في الإصحاح 21:  "ورجال إسرائيل حلفوا في المصفاة قائلين لا يسلم أحد منا ابنته لبنيامين امراة وجاء الشعب إلى بيت ايل وأقاموا هناك إلى المساء أمام الله ورفعوا صوتهم وبكوا بكاء عظيما، وقالوا لماذا يا رب إله إسرائيل حدثت هذه في إسرائيل حتى يفقد اليوم من إسرائيل سبط، وأوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21 وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امراته من بنات شيلوه واذهبوا إلى أرض بنيامين...".