أين تذهب أموال الزكاة؟
كتب- محمد عبد الحليم:
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي عبادة مالية الحكمة منها تطهير النفوس من البخل، وتعد من أعلى درجات التكافل الاجتماعي، ما يؤدي إلى تقارب المجتمع وتكافل أفراده.
وللزكاة 8 مصارف نص عليها القرآن في سورة التوبة، "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"، وإليك تفصيلها:
- الفقير: وهو من يملك أقل من نصاب الكفاية، عند المالكية والأحناف.
- المسكين: قال الأحناف والمالكية: المسكين لا يملك شيئا أصلا، فيحتاج إلى المسألة لقوته، أو ليواري بدنه، ويحل له أن يسأل لذلك بخلاف الفقير.
- العاملون عليها: وهم المعينون من قبل الحاكم لتحصيل الزكاة وجمعها، كالساعي والحافظ والكاتب والكيال والذي يجمع أرباب المواشى، فيعطون منها بقدر عملهم إذا لم تكن لهم أجرة مقدرة من قبل الحاكم، ويشترط في صحة توليته أن يكون عدلا عارفا بأحكامها.
- المؤلفة قلوبهم: وهم إما كفار يرجى إسلامهم، أو مسلمون حديثو عهد بالإسلام، فيعطون منها ليتمكن الإيمان في قلوبهم، وقال المالكية: والقسم الثاني حكمهم باق لم ينسخ.
- في الرقاب: وهو العبد المكاتب الذي كاتبه مالكه على قدر معين من المال يستوفيه منه نظير حريته، فيعطى من الزكاة ما يستعين به على ذلك، كذلك الرقيق المسلم غير المكاتب فيجوز أن يشترى من مال الزكاة ويعتق ويكون ولاؤه للمسلمين.
- الغارمون: هم المدينون الذين لا يملكون ما يوفون به دينهم الحلال، فيجوز سداد ديونهم من الزكاة، ويدخل فيهم من كان دينه في معصية إذا تاب.
- في سبيل الله: وهم المتطوعون للقتال في سبيل الله، قال أبو حنيفة: لا يعطى إلا الفقير منهم، تشترى له الدابة وعلى بيت المال الإنفاق عليها، وهو البند الذي تستخدمه الجماعات التفكيرية لتمويل مقاتليها.
- ابن السبيل: وفيه ثلاثة أقوال إما الضيف، أو الذي يمر بك مسافرا ولو كان غنيا في بلده، أو الذي يريد سفرا ولا يجد نفقة.
حجم أموال الزكاة
أشارت دراسة أعدّها مركز "صالح كامل للاقتصاد الإسلامي"، إلى أن أموال الزكاة في مصر بلغت عام 2011 نحو 39 مليار جنيه، وصل منها نحو 15 مليارا إلى المؤسسات الرسمية، فيما تتوزع الأموال المتبقية على المؤسسات الأخرى ،منها: بنك ناصر الاجتماعي، بنك الطعام، مستشفى سرطان الأطفال، جمعية مصر الخير، وهذه الدراسة لم تتطرق للأموال التي يتم جمعها بطرق غير قانونية.
من يجمعها؟
هناك نحو 28 ألف مؤسسة وجمعية تعنى بجمع وصرف أموال الزكاة، بحسب ما أعلنه أستاذ الاقتصاد الإسلامي في جامعة عين شمس، رضوان مصطفى، فى تصريحات صحفية العام الماضي، مضيفا أنه بسبب صعوبة ضبط أعمال هذه الجمعيات انتشرت "أعمال النصب والجباية المشبوهة لأموال الزكاة".
وكشف مصطفى أن نحو 200 ألف أسرة مصرية فقط تستفيد من أموال الزكاة سنويا وبشكل دائم، بينما تبقى عشرات آلاف الأسر من دون مساعدة خصوصا في المناطق العشوائية المكتظة والقرى البعيدة جدا الواقعة في أطراف الصعيد، بسبب غياب التخطيط الواضح والتنسيق بين الجمعيات.
الأزهر يؤسس بيت الزكاة
بعد إصدار قرار بتأسيسه، ترأس شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، يوم الثلاثاء 18 نوفمبر الجاري، الاجتماع الأول لمجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، وقال في كلمة ألقاها إن هناك قاعدة عريضة من الجماهير تعاني الفقر والبؤس والحرمان، مبينا أن فريضة الزكاة لو تم تأديتها في إطارها الشرعي لاستطاعنا القضاء على آلام وأحزان الفقراء.
وجاء تشكيل المجلس إعمالا لنص المادة رقم 8 من القرار بقانون رقم 123 لسنة 2014، ويضم المجلس، الذي يرأسه الطيب، مجموعة من الشخصيات العامة ذات الخبرة في العلوم الشرعية والنواحي الاقتصادية والمالية والفنية والقانونية وإدارة الأعمال، وغيرها من النواحي ذات الصلة، ومن المفترض أن ينظم هذا البيت عملية الزكاة لاستخدامها في مصارفها الشرعية وفي التنمية الوطنية.