التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 10:18 م , بتوقيت القاهرة

تعرف على أحداث محمد محمود الأولى والثانية

كتب- محمد الشريف:

تحيي عدة قوى شبابية، اليوم الأربعاء، الذكرى الثالثة لأحداث محمد محمود، فيما أعلنت جماعة الإخوان مشاركتها في الاحتفالية والنزول للتظاهر.

أحداث محمد محمود الأولى (نوفمبر 2011)

بدأت في يوم السبت 19 نوفمبر 2011 واستمرت حتي 25 من الشهر نفسه، وتعد الموجة الثانية لثورة 25 يناير.

أسبابها:
فض اعتصام مصابي الثورة بميدان التحرير باستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن، واستمرار الهجوم على ميدان التحرير ومحاولة إخلائه من المعتصمين والمتظاهرين.

المكان:
ميدان التحرير، شارع محمد محمود، شارع القصر العيني، شارع الفلكي، شارع الشيخ ريحان، شارع باب اللوق، شارع قصر النيل، شارع المنصور، شارع البستان، شارع التحرير، ميدان طلعت حرب، عبد المنعم رياض، عمر مكرم.

تفاصيل الحادث الأول:
حرب شوارع واشتباكات دموية بين المتظاهرين والقوات الحكومية المختلفة، استخدمت فيها الشرطة الهراوات والصواعق الكهربائية والرصاص المطاطي والخرطوش والرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وبعض الأسلحة الكيماوية الشبيهة بغاز الأعصاب، فيما استخدم المتظاهرون الحجارة والألعاب النارية مثل الشمروخ والمولوتوف.

مطالبها:
دعا بعض الناشطين السياسيين والحركات (حركة "مصرنا") والاشتراكيين الثوريين و6 إبريل إلى جمعة المطلب الواحد في ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر في يوم 18 نوفمبر 2011 مطالبين بسرعة نقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى رئيس وحكومة مدنية منتخبة في موعد أقصاه أبريل من عام 2012.

وساعد على اشتعال الأحداث إصدار نائب رئيس الوزراء في حكومة عصام شرف في ذلك الوقت، علي السلمي، وثيقة المبادئ الأساسية للدستور التي أثارت غضبا عارما لاحتوائها على بنود تعطي القوات المسلحة وضعا مميزا، بالإضافة لاحتوائها على مواصفات لاختيار الجمعية التأسيسية التي من المفترض أن يختارها أعضاء مجلس الشعب الذي سيتم انتخابه بداية من 28 نوفمبر 2011.

ومن ثم شاركت قوى وأحزاب سياسية في تظاهرة الجمعة 18 نوفمبر 2011 ثم دعت للانصراف في نهاية اليوم حتى لا يتم تعطيل انتخابات مجلس الشعب في الأسبوع التالي، إلا أن بعض أسر شهداء الثورة وبعض الحركات الشبابية أصرت على الاعتصام في ميدان التحرير.

الأطراف المشاركة:
المتظاهرون، القوى الثورية، الحركات السياسية، مصابو الثورة، أهالي شهداء ثورة 25 يناير، شباب الألتراس.

قوات الحماية:
الأمن المركزي، الشرطة العسكرية، قوات من الجيش، فرق من الصاعقة.

الخسائر:
أكثر من 50 قتيلا من جبهة الدفاع عن المتظاهرين، أكثر من 90 قتيلا من مركز النديم، 1004 ناشطين وحقوقيين، مئات من الجرحى منهم 60 إصابة مباشرة في العين، 22 مفقودا، اعتقال 383 متظاهر في القاهرة فقط، 80 جريحا منهم 21 ضابطا و59 مجندا.

كان أول ضحايا تلك الأحداث، أحمد محمود 23 سنة، لم يتمكن من الوصول إلى شارع محمد محمود وأُصيب بطلقة رصاص استقرت في قلبه وأودت بحياته في الحال.

حرارة وعبد العزيز:
أحمد حرارة. طبيب أسنان فقد عينه اليمنى في جمعة الغضب (28 يناير 2011)، وشارك في أحداث محمد محمود (19 نوفمبر2011) وفقد خلالها عينه اليسرى، رافضا العلاج على نفقة الدولة أو أية مساعدات حكومية أو فردية.

رضا عبد العزيز. شاب تخرج في معهد سياحة وفنادق، شارك في أحداث محمد محمود، وفقد عينيه، وتلقى العلاج بالخارج على حساب سيدة أعمال شهيرة بألمانيا، لكنها فشلت، ليفقد الأمل في الرؤية.

تداعيات أحداث محمد محمود:
استقالة حكومة عصام شرف، وتكليف الدكتور كمال الجنزوري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وإعلان المجلس الأعلي للقوات المسلحة عن تسريع الجدول الزمني لنقل السلطة في مصر بأن تتم انتخابات بحد أقصى منتصف عام 2012، على أن يتم وضع الدستور والاستفتاء عليه قبل ذلك في غضون شهرين من أول اجتماع مشترك لمجلسي الشعب والشورى في أبريل 2012.
كان لمرشد جماعة الإخوان محمد بديع تعقيب على تلك الأحداث. 

أحداث محمد محمود الثانية (نوفمبر 2012)

لم تختلف أحداث محمد محمود الثانية كثيرا عن الأولى، من حيث أعمال العنف التي شهدتها، وإعلان جماعة الإخوان رفضها المشاركة في إحياء الذكرى 2012، وذلك بعد وصولها إلى الحكم وحصولها على الأغلبية في برلمان 2012، كانت تدعو الناخبين للمشاركة في الانتخابات واتهمت الداعين لإحياء الذكري بأنهم يريدون زعزعة الاستقرار، واتهمتهم بـ"البلطجة"، ووصف وزير العدل آنذاك، المستشار أحمد مكي، التظاهرة بأنها "ضمن مخطط واسع لإثارة الفوضى وإجهاض الثورة".

الخسائر:
40 قتيلا بين فئات المتظاهرين وقنص عيون وإصابة مئات آخرين والقبض على 567 ممن أطلق عليهم "مثيري الشغب".

المشاركين:
القوى الثورية، شباب 6 أبريل، الاشتراكيين الثوريين، المتظاهرون، الحركات السياسية، مصابو الثورة، أهالي شهداء ثورة 25 يناير، شباب الألتراس.

تداعيات أحداث محمد محمود 2:
إعلان المجلس العسكري مواعيد محددة لتسليم السلطة، خروج محمد مرسي، رئيس الجمهورية وقتها، بإعلان دستوري مكمل، في 22 نوفمبر من نفس العام، مانحا نفسه صلاحيات أشعلت غضب المعارضة، فقررت مواجهته بمظاهرات "الإنذار والغضب" ثم "حلم الشهيد"، التي قابلتها مظاهرات "الشرعية والشريعة" بتنظيم "الإخوان" وحزب النور.

جيكا:
أول قتيل في أثناء رئاسة مرسي، وأشهر شعار للثوار، "جابر صلاح" الملقب بـ"جيكا"، ابن عابدين، لم يكمل عامه العشرين، أشعل قتله نفوس أصدقائه. أُصيب "جيكا" بمقذوف ناري في الرأس أثناء مشاركته في إحياء ذكرى أحداث محمد محمود، تم نقله إلى مستشفى قصر العيني، حيث توقّف قلبه عدة مرات قبل أن يصبح اتصاله بأجهزة الإنعاش دون جدوى بعد 5 أيام من وصوله.

كانت جنازته بمثابة مظاهرة تاريخية، عرف عنه أنه من الشباب الذين انتخبوا محمد مرسي، وكان في تراجعه عن موقفه ونزوله ضده في مظاهرات محمد محمود ما يكفي لاتخاذه "أيقونة" ورمزا لثورة 30 يونيو فيما بعد.