التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 11:54 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| حكاية "كركشنجي".. من حواري مصر إلى العالمية

كتب- باسم الشريف:

يبدو أنه رغم صعوبة اللغة العربية إلا أن العامية المصرية استطاعت إثبات أنها اللغة الأسهل للتواصل، متخطية بكلماتها الشعبية كل حواجز وعوائق اختلاف الثقافات والدول، يظهر ذلك في فيديو من بطولة 9 أشخاص، يبدو من هيئتهم أنهم ليسوا "عرب"، ومن لكنتهم تعرف أنهم لا يتكلمون اللغة العربية، ورغم ذلك استطاعوا تأدية غناء واحدة من أصعب الأغاني الشعبية المصرية للفنان أحمد عدوية، وهي أغنية "كركشنجي دبح كبشه".

ورغم أن بعض مرادفات العامية المصرية ليست باليسيرة والمفهومة على من لا يتحدثها، إلا أن هؤلاء الشباب الأجانب نجحوا في غناء كلماتها "المستعصية" على بعض المصريين أنفسهم، والتي تمثل لهم الأغنية لغزا لغويا، وبصعوبة تنجح في تكرار كلماتها ذات الحروف المتشابهة وتصبح ماهرا، مثل "بطتنا نطت على بطن بطتكم، تقدر بطتكم تنط على بطن بطتنا، زي ما بطتنا نطت على بطن بطتكم.. أرنبنا في منور أنور وأرنب أنور في منورنا".

 

"كركشنجي دبح كبشه.. يا محلا مرقة لحم كبشه، عكشو.. فركش.. نكشو.. طنش.. قلشو.. آقلش، سبع سلاطين استسلطناهم من عند المستسلطانين، تقدر يا مسلطن يا مستسلطن تستسلطنلنا سبع سلاطين زي ما استسلطناهم من عند المستسلطانيين، سبع لحاليح استلحلحناهم من عند المستلحلحين، تقدر يا ملحلح يا مستلحلح تستلحلحلنا سبع لحاليح زى ما استلحلحناهم من عند المستلحلحين، كركشنجى دبح كبشه.." هذه كلمات الأغنية التي يحب الكثير من المصريين الاستماع لها، دون تمييز بعض كلماتها.

قصة عم "كركشنجي"..

ومن الغريب أن كلمات المقطوعة الشعبية التي كتبها المؤلف مأمون الشناوي ليست مجرد كلمات لا معنى لها، تغنى من قبيل "الفرفشة"، لكن الكلمات تحاكي قصة واقعية لشخصية مصرية بسيطة، اسم هذه الشخصية عم "كركشنجي"، وهو شخص فقير يمشي بين الناس بمبخرته وينشر رائحة بخوره الطيب في الحواري والشوارع والدكاكين والمحال.

كان "كركشنجي" يأبى أن يتصدق عليه أحد في عيد الأضحى بالمال أو اللحوم، فاتفق التجار على أن يجمعوا له مبلغا من المال ويشترون له به كبشا، وأقنعوه أنهم اشتروه له بماله الذي كانوا يدينون له به، ومن هنا تبدأ كلمات الأغنية تصف المشهد الذي يحاول فيه كركشنجي ذبح خروفه، وهلل الناس والأطفال فرحا "كركشنجي ذبح كبشه" وتستطرد الأغنية تصف مشاهد هروب الكبش من صاحبه وندب كركشنجي لحظّه.