فيديو| مصطفى خاطر.. كلمة السر في قضايا الرأي العام
كتبت- رحاب عبدالنعيم:
في 28 أكتوبر الماضي، قرر النائب العام المستشار هشام بركات، تكليف المستشار مصطفى خاطر، برئاسة مكتب مكافحة جرائم الفساد، الذي أسسه بركات، لدعم النزاهة واستقامة السلوك، واستحداث آليات تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وتنفيذ ما يصدر عنها من قرارات أو توصيات، وحصر جرائم الفساد، وأهمها الرشوة واستغلال النفوذ واستغلال المال العام.
بعض المواقع المحسوبة على جماعة الإخوان، بدأت أمس الجمعة، في تداول هذا الخبر، بعد أكثر من شهر من تعيين خاطر، لماذا هذا التوقيت؟
الحديث عن المستشار مصطفى خاطر في هذا التوقيت لا تجلبه مناسبة واحدة، فهو اسم بارز في أهم الأحداث التي تدور في مصر اليوم.
قبل عامان من الآن، كانت الأحداث مشتعلة عند قصر الاتحادية، والتي عُرفت بـ"المذبحة"، وقُتل فيها 10 أشخاص، ويحاكم الرئيس الأسبق محمد مرسي و14 قيادة إخوانية بتهمة قتلهم، وفي آخر جلسة تم تأجيل القضية إلى 9 ديسمبر الجاري.
المستشار مصطفى خاطر كان بطلا رئيسيا في مشاهد الاتحادية، فبعد إعلان مصرع 7 أشخاص خلال الاشتباكات التي وقعت بين معارضي ومؤيدي مرسي، أمر خاطر، الذي كان المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة وقتها، بانتداب أعضاء نيابات مصر الجديدة والنزهة وعين شمس للتحقيق في الأحداث.
في اليوم التالي أمر النائب العام السابق طلعت عبدالله، بإصدار قرار بحبس 134 متظاهرا من معارضي مرسي، حتى لا يظهر الرئيس كاذبا عندما قال في خطاب له، إن المتظاهرين اعترفوا بتلقيهم أموالا وأسلحة من بعض القوى السياسية، لاقتحام قصر الرئاسة، لكن خاطر رفض تنفيذ القرار.
لم يقتصر الأمر على الرفض، بل قرر خاطر الإفراج عن المحتجزين، فتلقى جزاء ذلك على الفور، حيث قرر النائب العام، نقل خاطر إلى بني سويف، فرفض الأخير تنفيذ القرار، وأصدر بيانا كشف فيه تعرضه لضغوط وتهديدات من النائب العام، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، ورفع مذكرة إلى مجلس القضاء الأعلى، تم قبولها وبقي في منصبه.
رجل التسريبات
السبب الثاني الذي دفع مواقع الإخوان للحديث عن مصطفى خاطر، هو تورطه فيما عُرف بـ"تسريبات مكتب السيسي"، الذي بثته قناة "مكملين"، وزعمت فيه أنه من داخل مكتب الرئيس السيسي، وتجري النيابة تحقيقات فيها.
التسريبات منسوبة إلى مساعد وزير الدفاع للشؤون الدستورية اللواء ممدوح شاهين، يطلب فيها من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، تزوير بيانات مبنى احتجاز مرسي، موضحا أن النائب العام أرسل إليه اثنين من النيابة هم المستشار مصطفى خاطر من نيابة شرق القاهرة والمستشار إبراهيم صالح نيابة مصر الجديدة.
العشق والدم
المستشار مصطفى خاطر التحق بالنيابة العامة عام 1993، بعد أن تخرج من أوائل كلية كلية الحقوق، وبدأ عمله في مكتب النائب العام في عهد المستشار عبدالمجيد محمود، ومثل النيابة العامة كمحام عن الشعب، في العديد من القضايا التي مست الرأي العام.
ومن أبرز تلك القضايا كانت احتكار الإسمنت، والتي نجح فيها في الحصول على حكم محكمة الجنايات بتغريم المتهمين 200 مليون جنيه أعيدوا إلى خزانة الدولة.
ومثل خاطر النيابة العامة في قضية مقتل الفنانة سوزان تميم، التي عُرفت إعلاميا بـ"العشق والدم"، ونجح في إثبات تورط المتهمين والمحرضين على قتلها، فحصل زوجها رجل الأعمال هشام طلعت، على حكم بالسجن لمدة 15 عاما، بينما حصل القاتل نفسه ضابط أمن الدولة السابق محسن السكري على السجن لمدة 27 عاما.
المواطن المسحول
قضية المواطن المسحول حمادة صابر، كانت من أكثر القضايا الصادمة التي مرت على الشعب في السنوات الأخيرة، فالرجل الذي تعرى أمام الكاميرات، نفى تعرضه للضرب أو السحل والتعرية من قبل الشرطة، لكن خاطر واجهه بالتسجيل واستطاع أن ينتزع منه اعترافا بأنه أُجبر على تغيير أقواله خشية على حياته وحياة أسرته.
خاطر وعكاشة.. السبب غير مفهوم
بعد الحكم بإدانة الإعلامي توفيق عكاشة في جنحة سب وقذف زوجته رضا الكرداوي، وحبسه 6 أشهر، أوقف رئيس نيابة شرق القاهرة، وهو خاطر وقتها، حكم الحبس، لكن الكرداوي رفعت الأمر إلى النائب العام طلعت عبدالله، الذي ألغى القرار، وأرسل مذكرة استفهامية لخاطر، حيث أن قرار وقف تنفيذ الحكم يُتخذ في حالة إصابة المتهم بالجنون.
محاكمة القرن
كان خاطر أحد أعضاء فريق النيابة في "محاكمة القرن"، وقال في إحدى حلقات المرافعة في قضية قتل المتظاهرين، إن التحقيقات تذخر بالأدلة القاطعة على ارتكاب المتهمين لما هو منسوب اليهم، وإن شهادة الشهود من ضباط الشرطة تقطع بأن الأوامر والتعليمات الصادرة من مساعد وزير الداخلية أحمد رمزي، لقائد قوات الأمن المركزي كانت بتزويد قوات الأمن بالأسلحة النارية الآلية والخرطوش، واستخدام تلك الأسلحة بالتعامل مع المتظاهرين.
كل حاجة والعكس
رغم بعض تصرفاته غير المفهومة، ومواقفه الجريئة والغريبة، يبقى المستشار مصطفى خاطر، أحد أبرز من عملوا في النيابة العامة، لكنه في نظر جماعة الإخوان، لم يستقر على وصف معين، بطلا كان أم خائنا؟
الفكرة نفسها لدى الإخوان ليست جديدة، فكم من شخصية كانت قيادات الجماعة تصفها بالبطولة، إلى أن جاء الوقت الذي تعارضت فيه المصالح، أو عارض الشخص الجماعة بطريقة أو بأخرى، فيتحول إلى النقيض بكل بساطة، وبعد أن كان خاطر بطلا تاريخيا، بحسب موقع إخوان أون لاين، تحول إلى خائن و"نائب عام ملاكي"، بعد أحداث الاتحادية.