التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 05:37 م , بتوقيت القاهرة

"المضطربون نفسيا" أبرز المستهدفين من "إرهاب داعش" للتجنيد في أوروبا

يعتمد تنظيم "داعش" الإرهابي على نقل مسرح عملياته الإرهابية من معاقله التي يتعرض فيها للهزيمة في سوريا والعراق إلى أوروبا، وتؤكد المؤشرات الإعلامية أنه يسعى إلى غرق القارة العجوز بمزيد من العمليات الإرهابية، وهو يجند المرضى النفسيين والذين يعانون من اضطرابات نفسية لتحويلهم إلى ذئاب منفردة لمواجهة العالم الغربي.


ويدلل على هذا الطرح الهجوم الآخير الذي قاده المسلح الأمريكي البالغ من العمر 64 عاما، والذى قام بعملية إرهابية عبر إطلاق الرصاص على  حفل موسيقي بلاس فيغاس الأمريكية، أسفر عن مقتل 59 شخصًا وإصابة 527، قبل أن ينتحر.


 


 داعش


الجهاد الاكتئابي


وهو ما يؤكده الكاتب محمد جاسم في كتابه "أجهزة استخبارات أوروبا في مواجهة خلايا داعش"، حيث يؤكد الكاتب أن "داعش" يعتمد نمطا جديدا لنقل عملياته إلى أوروبا، يطلق عليه "الجهاد الاكتئابي"، أي بدأ التنظيم بتجنيد أشخاص يعانون من الاضطراب النفسي وأصحاب السوابق الجنائية لتنفيذ عمليات انتحارية، والابتعاد عن الجماعات الإسلامية المتطرفة، كون تلك الجماعات ربما بعيدة عن رادار أجهزة الاستخبارات والشرطة.


وهنا يكمن استثمار داعش هؤلاء الاشخاص، حيث يحولهم من السجل الجنائي الى سجل الإرهاب المنظم، بسبب ما تملكه هذه الجماعات من خبرات بالإفلات من المراقبة والرصد.


 


داعش


 


شبكات الإتجار بالبشر ممر لتسفير "داعش"


لا يكتفى "داعش" بتلك الخطوة لتشكيل الذئاب المنفردة، ولكن تقارير استخباراتية كشفت أن التنظيم يستغل شبكات السفر المستخدمة في الإتجار بالبشر على نطاق واسع في المنطقة، لتجنيد عناصره، وتعتمد هذه الشبكات هيكلا تنظيميا اكتشفته وكالات الاستخبارات الأمريكية والجهات المتحالفة معها تستخدمه مجموعات محددة لمساعدة الإرهابيين على الوصول إلى الأراضى الأوروبية، كما خصصت داعش عناصر الدعم للشبكات لتسهيل العملية.


وفى هذا الإطار يؤكد "جان بول لابورد" رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، أن التقديرات والمعلومات الاستخبارية الأوروبية تشير إلى ارتفاع معدل تدفق عناصر تنظيم داعش بمعدل الثلث خلال عام 2016 ما يضع أوروبا بشكل حتمي في مواجهة تدفق متزايد خلال عام 2017 للمقاتلين الاجانب العائدين إلى اوروبا. ويعتقد “لابورد” أن الإجراءات الأمنية التي تعتمدها الدول الأوروبية غير قادرة على منع تسلل عناصر داعش عبر الحدود.


وتتزامن تلك التطورات مع التحذيرات التى أطلقها لاهور طالباني، رئيس جهاز استخبارات كوردستان العراق ـ مدينة السليمانية، بأن تنظيم داعش قد ينفذ عمليات إرهابية أوسع في أوروبا.


وتزامن هذا التحذير مع بدء معركة الحويجة، حيث كشف" طالباني" هروب أعداد من مقاتلي داعش قدرت بـ 300 مقاتل بعد بدء معركة الحويجة التابعة إلى مدينة كركوك شمال العراق، بعد أن سلم مقاتلو داعش أنفسهم إلى قوات البيشمركة الكوردية.


 


 مقاتلون في صفوف داعش


 


استمارات خاصة لتنفيذ عمليات إرهابية


كما كشفت دراسة أعدتها دار الإفتاء بمصر أن "عودة المُقاتلين الأجانب إلى الدول الغربية يُعد تحديًا رهيبًا أمام تلك الدول لما يمثله هؤلاء من مخاطر محدقة على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي والفكري فيها، وهي ما سيفرض على الدول تشديد الإجراءات على حدودها البرية والبحرية وفي موانئها ومطاراتها لمنع تسلل الإرهابيين المتطرفين عبر الطرق الملتوية، وكشف أي وثائق سفر مزوّرة".


وهو ما تؤكده تحقيقات وتقاريرأوروبية، كشفت عن قيام "داعش" باعتماد خطة لإعادة المقاتلين الأجانب إلى أوروبا بعد توقيعهم على استمارات خاصة تتضمن عزمهم على تنفيذ عمليات في أوروبا، وهو ما أعده مراقبون بمثابة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي وقت وفي أي مكان بالعالم، وحذر الأوروبول في هذا الإطار من خطورة تسلل أولئك العائدين وسط النازحين واللاجئين السوريين بوثائق مزورة.


ضعف تبادل المعلومات 


وتقف عدد من الثغرات فى مواجهة تدفق العائدين إلى أوروبا، وفي مقدمتها التقارير الإعلامية الغربية التي اعترفت بضغف تبادل المعلومات بين وكالات الاستخبارات، والنظام المهلهل في تتبع المشتبه بهم عبر الحدود المفتوحة، والقائمة الطويلة بالمتطرفين المحليين المفترض مراقبتهم، لأنه أعطى فرصة لتنفيذ الهجمات على الأراضي الأوروبية.


واعترف المركز الأوروبى لدراسات التطرف في تقريره الذي ألقى الضوء على خطر المتسللين من الجهاديين إلى أوروبا بغياب التنسيق بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية، في ظل عدم وجود قائمة شاملة ومشتركة بالمتطرفين المشتبه بهم، لذلك استطاع المهاجمون التنقل بحرية وبشكل متكرر عبر حدود الاتحاد الأوروبي غير الخاضعة للحراسة، مع سفر المتشددين إلى سوريا وعادوا مجددا، بل كانوا حريصين على عدم إبراز أنفسهم أو إعطاء القانون ذريعة لإلقاء القبض عليهم، وتعكس هذا المعضلة الأمنية في أوروبا افتقار السلطات إلى الوصول إلى قواعد بيانات مشتركة بشأن الإرهابيين المشتبه بهم.


اقرأ أيضًا..


قائد ميداني بقوات سوريا: الهجوم الأخير على داعش في الرقة سيبدأ اليوم