مرت 16 عاما على هجمات 11 سبتمبر، وهو ما يعني أن الأطفال الأمريكيين الذين شاهدوا الحدث وهم في المرحلة الابتدائية على الأغلب هم الجنود الذين يحاربون في أفغانستان والعراق، وبالنظر لكون الهجمات كانت السبب في تشكيل الكثير من أحداث العالم التي نعيشها الآن، فإن السؤال الذي نطرحه ماذا لو لم تكن هناك هجمات 11 سبتمبر؟.

العراق وأفغانستان

في سيناريو العالم الموازي هذا ستكون النتيجة المباشرة هي أنه لن تكون هناك حرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق، وهذا يعني استمرار حكم صدام حسين لفترة أطول، وبالنسبة لأفغانستان فإن هذا يعني أن حركة طالبان ستظل في الحكم، وبالتالي تستمر في احتضان تنظيم القاعدة على أرضها.

بن لادن حي

بسبب عدم وقوع الغزو الأمريكي لن تكون هناك حجة لغارات أمريكية على أفغانستان وباكستان، وبالتالي لن تتم مطاردة أسامة بن لادن ولن يتم اغتياله، وهذا يعني أن الأزمة التي واجهها تنظيم القاعدة باغتيال بن لادن لن تحدث.

فالمعروف بحسب صحيفة "التليجراف" أن وثائق نشرتها المخابرات الأمريكية عام 2014 تظهر أن هناك تحذيرات لدى قادة القاعدة من احتمال انشقاق أحد فروع التنظيم وهو الفرع الذي أصبح لاحقا داعش.

وبالتالي لن يظهر تنظيم داعش في هذا السيناريو المتخيل.

جورج بوش رئيس عادي

يعد بوش الابن حاليا من أسوأ الرؤساء في التاريخ الأمريكي وأقلهم شعبية، ولكن المثير للاهتمام أن هذا كله نابع من قراراته بخصوص الحرب على الإرهاب وغزو العراق وأفغانستان.

وبالتالي، إذا لم تكن هناك هجمات 11 سبتمبر، فلن يكون بوش سوى مجرد رئيس من الحزب الجمهوري بميول محافظة، وربما لن تثار ضده أية انتقادات سوى بطء تعامله مع إعصار كاترينا.

لا تجسس على الأمريكيين

في أعقاب 11 سبتمبر، بدأت موجات من قوانين خرق الحرية الشخصية في أمريكا مثل التصنت على المكالمات وعلى البريد الإلكتروني لمواطنين عاديين، بحجة الحرب على الإرهاب، وبالتالي وقعت سلسلة أزمات التشكيك في نزاهة أجهزة الأمن الأمريكية التي تخترق خصوصية مواطنيها وربما تسيئ استغلال هذه المعلومات.

ولكن في السيناريو المتخيل فإن هذه الأزمات لن تحدث، وعلى الأغلب لن يظهر أشخاص مثل إدوارد سنودن يكشفون تجسس الاستخبارات الأمريكية على مواطنين بلا أي سبب قانوني.

الربيع العربي سيحدث

يبقى هذا أحد الأمور التي لن تتغير على الأغلب، فأسباب الثورات التي قامت في الربيع العربي 2011 كانت من الشعوب نفسها وليس بالغارات الأمريكية، ولكن ربما يحدث تغيير عن السيناريو الأصلي بأن تكون هناك ثورة على صدام حسين في العراق مثلما قامت ثورة ضد معمر القذافي في ليبيا.

وربما تكون تلك الحالة الوحيدة التي تتدخل فيها أمريكا عسكريا ضد العراق بناء على طريقة تدخلها عسكريا في سوريا ضد بشار الأسد.

إيران أقل خطرا

11 سبتمبر فجرت سلسلة من الأحداث ساهمت بشكل مباشر في تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، ولكن في هذا السيناريو تخيل عدم وجود حرب العراق يعني أن صدام حسين في السلطة مما يؤدي لعدم تصاعد النفوذ الإيراني وزيادة إمداد حزب الله في لبنان بالسلاح.

والنتيجة المباشرة هي أنه لن تكون هناك حرب لبنان وإسرائيل 2006، كما لن تظهر مليشيات شيعية كبرى في عدد من الدول العربية، وهو ما يعني أن إيران ستظل دولة معزولة محاطة بالعقوبات الأمريكية، وتلوح من حين لأخر بالبرنامج النووي.

الحرب على مناطق أخرى

حتى لو لم تكن هناك هجمات إرهابية كبرى على الولايات المتحدة فإن واشنطن لن تترك استخدام القوة العسكرية من حين لأخر، ولكن في هذه الحالة ستكون الضربات الأمريكية أقل حدة وربما تظل في غالبيتها متركزة على محاربة عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية والتي تسيطر على حركة المخدرات في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا

بينهم مايكل جاكسون.. هؤلاء نجوا من الموت في هجمات 11 سبتمبر