في سبتمبر من العام 2015، ولدت فكرة جديدة لدى الأزهر الشريف، بتدشين وإنشاء مركز للرصد والفتاوى الإلكترونية، والرد على الشبهات، ضمن خطته في إطار مكافحة التطرف، والغزو الإلكتروني من جماعات التكفير والإرهاب عبر شبكة الإنترنت والسوشيال ميديا.

وأعلن وقتها عن ذلك الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أثناء انعقاد المؤتمر الأول لإدارة سفراء الهداية بالرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والذي جاء، بعنوان "الخطاب الديني بين التراث والمعاصرة من الشباب للشباب".

وقال ما نصه أن الأزهر سوف ينشئ مركزا للفتاوي المباشرة، يرد فيه على فتاوي المواطنين عبر الهاتف، والبريد الالكتروني، ووسائل الاتصال الحديثة، ويضم أكثر من 300 من علماء الأزهر الشريف وسيعمل على مدار اليوم دون توقف.

وفي منتصف مارس من العام 2017، أعطى الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر شارة العمل التجريبي، لمركز الأزهر الشريف للرصد والفتوى، وبدأ في استقبال أسئلة المواطنين من كافة أنحاء العالم، والرد عليهم على الفور بالفتاوى والردود لأسئلتهم.

ويعمل مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، عبر وسيلتين تمكنان الراغبين في الحصول على الفتاوى في كافة الشئون الدينية، من التواصل مع المركز وهما رقم الهاتف ،19906 والرسائل القصيرة رقم 1020.

ويعمل المركز يوميا من 9 صباحا وحتى 4 مساء، ويتلقى استفسارات واسئلة وفتاوى الجمهور، سواء على الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال الرد على الشبهات التي يثيرها ارباب الفكر المتطرف.

وتوضيحا لعمل المركز، قال الدكتور يوسف عامر، المشرف العام على مركز الأزهر العالمي للرصد، لـ"دوت مصر" أن المركز يعمل الآن بكامل طاقته، بما فيه من علماء ووعاظ، تم تدريبهم جيدا على أساليب الفتوى، بالإضافة إلى تدريبهم على استخدام التكنولوجيا في الرد على الفتاوى، مبينا أن المركز يضم أكثر من 300 واعظ، وجاري تأهيل واعظين آخرين لإلحاقهم بالمركز.

وتابع عامر، أن المركز يعمل على تقديم الفتاوى والرد عليها، بالإضافة للدراسات البحثية والشرعية المتخصصة في المسائل والقضايا المعاصرة، ويرد على الشبهات المثارة.

وتابع عامر، أن بالمركز يوجد قسم نسائي متخصص، ويعمل به مجموعة من الباحثات المتخصصات في العلوم الشرعية وغيرها من أجل تلبية حاجات النساء من فتاوى حرجة ومتخصصة وحسم ما يتعلق بهن من قضايا فقهية معاصرة.

ولفت الكشرف على المركز، الفتاوى التي يتلقاها المركز إما فتاوي هاتفية باللغة العربية، أو فتاوى باللغات الأجنبية، في مختلف المجالات من العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، والفكر والأديان.

وقال عامر، لدى المركز قسم آخر يعني بالفتاوى عن طريق الرسائل النصية باللغة العربية واللغات الأجنبية في مختلف المجالات، ثم قسم للفتاوى عن طريق الموقع الإلكتروني على بوابة الأزهر الشريف الإلكترونية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك، تويتر، واتس آب، والبريد الإلكتروني.

وأشار المشرف على مركز الرصد والفتاوى الالكترونية، إلى أن عمل المركز يضم أيضا تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الشريعة الإسلامية، وذلك من خلال استيضاح الفتاوى الشرعية المنضبطة والمعرفة الصحيحة للعلوم الشرعية الإسلامية، من خلال التوظيف الأمثل لخدمات تكنولوجيا المعلومات والوسائل الإعلامية المعاصرة.