التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 02:40 م , بتوقيت القاهرة

هل تعلم أن الكعبة هدمت 4 مرات؟

كتب- أحمد بلال:

تتحول الآن كل الأنظار ناحية مكة، حيث الحرم المقدس، ومناسك الحج، وترتبط المناسك بالكعبة، التي بناها إبراهيم، وابنه إسماعيل عليهما السلام.



ومنذ أن ظهر على الساحة العربية تنظيم "داعش"، وتصاعدت تصريحات من بعض الجماعات الجهادية التي تنتمي إليه، تنوي هدم الكعبة لكونها باتت تعبد من دون الله، على حد قولهم.

لكن كم مرة تم فيها هدم الكعبة فعلا؟
الظاهر من كتب التراث الإسلامي، أن الكعبة قد هُدمت أربع مرات، منهم ثلاث مرات بعد البعثة النبوية، وقد ورد في صحيح البخاري حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، يتحدث فيه عن هدم الكعبة في آخر الزمان، حتى أصبح هذا الفعل شرطا من شروط قيام الساعة.

هدمت الكعبة في المرة الأولى على يد قريش، في السنة الخامسة قبل البعثة، بهدف إعادة بنائها بعد تأثرها بالسيول، واختلفت قريش في من يضع الحجر الأسود، في الحادثة الشهيرة، فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم.



المرة الثانية كانت في عهد عبد الملك بن مروان، فقد هدم الكعبة بعد حصار مكة، حيث تحصن بها عبدالله بن الزبير، بعد حرب ضد خلافة يزيد، واستقل بن الزبير بمكة فترة من الزمن عن دولة بني أمية فأعاد بناءها مرة أخرى لتبدو كما كانت في عهد إبراهيم، فلما مات يزيد بن معاوية، أعلن عبدالله نفسه خليفة على المسلمين، وتولاها تسع سنين، فبعث له عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي على رأس 6 آلاف جندي، فحاصره في الحرم المكي قبل أن يضربه بالمنجانيق. وبعد انتصاره على ابن الزبير، أمر عبدالملك أن يُهدم ما تبقى منها بعد أن هدمها الحجاج، ليعاد بناؤها على الشكل الذي كانت عليه قبل تعديلات ابن الزبير عليها.

أما المرة الثالثة، فقد كانت في موسم الحج لعام 317 هجريا، حين فاجأ أبو الطاهر القرمطي الحجاج، وهجم عليهم بجيشه، وقتل أكثر من 30 ألفا من الحجاج داخل الحرم المكي، وبعد أن انتهى القتال أمر أبو الطاهر أن تردم بئر زمزم بجثث القتلى، ونزع كسوة الكعبة، وخلع بابها، وأمر بقلع الحجر الأسود، وأخذه إلى مدينة الأحساء العراقية، وكانت تسمى هجر وقتها، وظل الحجر الأسود بحوذة القرامطة 12 سنة.

لكن ما سبب كل ذلك، بنى زعيم القرامطة أبو سعيد الجنابي، بيتا في مدينة هجر، ودعا الناس للحج إليه بدلا من الحرم المكي، فلم يأته أحد، وجاء ابنه فقرر أن الحجر الأسود سيرغم الناس على المجيء، ففعل ما فعل ليأخذ الحجر، ويضعه في البيت الذي بناه أبوه.

والكعبة القائمة الآن، هي نتاج الهدم الرابع، ففي عام 1630، هُدمت الكعبة إثر سيول عنيفة، خاصة وأن جدارها كان به صدع من قبل حاول السلطان العثماني أحمد الأول أن يحجمه بإقامة نطاقين من النحاس لتثبيت الجدار، لكن بعد السيول الغزيرة، تهدمت الكعبة، فأمر السلطان مراد الرابع بتجديدها، وجددت على يد مهندسين مصريين، وأخذ بناؤها 6 شهور، وهو البناء القائم حاليا.