التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 06:40 م , بتوقيت القاهرة

العمالة في مصر بين مطرقة البطالة وسندان نظرة المجتمع

معادلة صعبة يجب أن يحققها السوق المصري ما بين إغلاق المصانع وانقراض عدد كبير من الحرف بسبب ندرة العمالة المدربة ووصول معدلات البطالة إلى نسب مرتفعة خلال السنوات السابقة. 


حيث تعاني صناعات الأثاث و الأحذية و الملابس الجاهزة وغيرها من القطاعات الإنتاجية من نقص العمالة ، وتعتبر أكبر تحدياتها للهروب من الإفلاس والتعثر.


يقول الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن نقص العمالة المدربة هو المشكلة والتحدي الأكبر الذي يواجه الصناعة المصرية خلال الفترة الحالية، في ظل نقص العمالة الفنية من المدارس الفنية، لافتًا إلى ضرورة إعداد برامج تأهيلية للشباب لتوفير التدرب وفرص العمل أيضا، لكن هذا سيحتاج إلى مجهود كبير، في حين بدأت الدولة بالفعل من المدارس الفنية لتدريب الطلاب بالتعاون مع عدد من المصانع لتوفير التدريب ثم فرص العمل بعد ذلك.


ولفت النحاس، في تصريحات خاصة لـ "دوت مصر"، إلى  تفضيل الشباب لوظائف حسب مؤهلاتهم هو أحد أسباب البطالة في مصر، مؤكدًا أن يوجد وفرة في المؤهلات العليا أكثر من العمالة الفنية، وهو ما تسبب أيضا في نقص العملة المتخصصة في القطاعات الإنتاجية.


صناعة الغزل والنسيج_ أرشيفية


ومن جانبه قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن تنظيم العملية التعليمية وفقا لمتطلبات المجتمع سيكون له دور كبير في تقليل معدلات البطالة من خلال إعطاء أفضلية للتعليم الفني.


وأضاف الإدريسي، أن النظرة المجتمعية للعمالة الفنية مازالت موجودة وعادة ما يكون هناك تفضيل لأصحاب الشهادات عن أصحاب الحرف، مضيفا أن تراجع أجور العمالة في المصانع وعدم موافاتها بمتطلبات الحياه للعامل تجعله ينفر من العمل بالمصنع.


وأوضح الخبير الاقتصادي، أنه توجد مجموعة من الخطوات يجب أن تكون متوازية للقضاء على مشكلة نقص العمالة سواء في توفير العمالة المدربة، أبرزها التنسيق بين حاجة السوق من وظائف والتخصصات التعليمية، مع زيادة التوعية المجتمعية بأهمية العمالة في المجتمع، بالإضافة إلى توفير مناطق صناعية في المحافظات ذات الكثافة السكانية تتناسب مع طبيعتهم.


ومن جانبه أكد جمال السمالوطي، رئيس غرفة صناعة الجلود في اتحاد الصناعات، أن نقص العمالة المدربة أصبح التحدي الأكبر أمام يواجه عدد من الصناعات أبرزها صناعة الجلود، لافتًا إلى زيادة دور التعليم الفني في مصر.


العمالة في صناعة الأحذية


وأشار السمالوطي، إلى أهمية توفير مراكز لتدريب الشباب في كافة القطاعات، ومن ضمنها صناعة الجلود، مؤكدا أهمية دور وزارة التجارة والصناعة لتحسين التدريب، وكذلك التنسيق بين المدارس الفنية والمصانع.


العمالة في قطاع الأثاث


ووصل معدل البطالة في مصر إلى 11.3% بنهاية 2017، بعد انخفاض معدلاته عن عام 2016، حيث تراجع معدل البطالة بنسبة وصلت لـ1.1%، حيث سجل خلال الفترة من "أكتوبر – ديسمبر 2016" نسبة 12.4%.


ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، جاء التطور فى تراجع معدل البطالة على مدار الفترة من المشار إليها كالتالى:


اقرأ أيضا..


تفاؤل بالمستقبل.. الصناعة المصرية تترقب إعادة تسعير الغاز


 بـ20 إجراء.. الاقتصاد المصري يستعرض إمكانياته الجديدة أمام التجارة العالمية