التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:57 ص , بتوقيت القاهرة

بيان رسمى لـ"الإخوان" يبدأ حملة تحريض ضد الانتخابات.. ومصادر: سببها فشل تحالفاتها الأخيرة

أكدت مصادر مقربة من دوائر تنظيمية عليا بـ"الإخوان"، أن الجماعة الإرهابية تعتزم إصدار بيان فى إطار حملتها المنظمة على الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها فى مارس المقبل.


وقالت المصادر، التى رفضت الإشارة لهويتها، إن الحملة التى تتجه الجماعة لشنها على الانتخابات الرئاسية تأتى بعد فشل تحالفاتها خلال الفترة الأخيرة، إذ تواصلت مع أكثر من شخص ممن أعلنوا نيتهم الترشح فى السباق الرئاسى، قبل أن تخيب رهانات الجماعة على الوجوه التى اختارت العودة للساحة السياسية من خلالها.


وبحسب المسودة التى أطلعتنا المصادر عليها، يهاجم البيان الانتخابات المرتقبة مستخدما عبارات الإخوان المعهودة فيما يخص مواقفها الدائمة من مؤسسات الدولة، وترويجها لأفكارها تحت شعارات تبدو ثورية وتسعى لاستمالة القوى السياسية وشباب ثورة يناير، وبحسب المسودة جاء نص البيان الذى يحمل اسم "بيان للشعب المصرى عن مهزلة الانتخابات الرئاسية" كالتالى:
(تؤكد جماعة الإخوان المسلمين موقفها المبدئى والثابت منذ الانقلاب العسكرى الفاشى، بأنها غير معنية من قريب أو بعيد باللغط الإعلامى والسياسى الدائر حول ما يسمى بالانتخابات الرئاسية، باعتبارها امتدادا للانقلاب ومحاولة بائسة لشرعنته، وفى هذا الصدد تعلن الجماعة ما يلى: 
1-    موقفنا كان وما زال وسيظل ثابتا على احترام إرادة الشعب المصرى، التى عبر عنها فى انتخابات ديمقراطية سليمة اعترف العالم أجمع بنزاهتها، وجاءت بالرئيس الصامد الدكتور محمد مرسى كأول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر، ونؤكد أن هذا الموقف يأتى احتراما لإرادة الشعب وانحيازا للمبادئ الديمقراطية التى ارتضاها العالم المتحضر، بغض النظر عن تنكّب بعض القوى التى تزعم الديمقراطية واحترام نتائج الانتخابات عن هذه المبادئ وانقلابها عليها.
2-    الرضا بتلك المهزلة الدائرة اليوم يعنى إقرار استبدال صندوق الانتخابات الديمقراطية بصندوق الرصاص، وتبييض عار الانقلاب بـ"مسرحية الانتخاب"، ما يحول الحياة السياسية إلى غابة صراع تقود إلى كارثة.
3-    مستقبل مصر تحت سطوة العسكر يواجه خطرا دائما ستمتد آثاره الكارثية إلى المنطقة بأسرها، بعدما ثبت يقينا أن الانقلاب على الديمقراطية تم بمؤامرة إقليمية ودولية كبرى انتهت للتفريط فى أرض مصر وثرواتها المائية وحقوقها التاريخية والتحالف المكشوف مع أعداء الوطن فيما يسمى صفقة القرن وتخريب الدولة وإفقار الشعب).


وتواصل الجماعة بيانها بالقول: "إذ نوجه تحية خاصة للرئيس مرسى وللأبطال الأحرار الصامدين فى السجون والشوارع والميادين، ولشعب مصر العظيم صاحب ثورة 25 يناير، ولكل القوى التى دعت إلى مقاطعة الانتخابات، فإننا نجدد نداءنا للشعب المصرى بكل فئاته، برفض ومقاطعة هذه العملية الانتخابية الفاقدة للشرعية، لكشف الغطاء عن هذا الانقلاب، ونوجه رسالة للعالم أجمع نؤكد فيها أن الشعب المصرى مصمم على مواصلة ثورته واستعادة مكتسباتها واسترداد المسار الديمقراطى وعودة الرئيس المُختطف، حفاظا على مصر ومستقبل أبنائها جميعا. (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا) الإسراء: 51. عاشت مصر حرة لكل المصريين، والله أكبر ولله الحمد".


يُذكر أن الفترة الأخيرة شهدت محاولات عدة من جماعة الإخوان لاختراق الموقف الداخلى الصلب من الجماعة، والرفض الواسع لأفكارها الإرهابية، عبر التواصل مع عدد من رموز القوى السياسية والمرشحين المحتملين للرئاسة قبل إغلاق باب الترشح بشكل رسمى، وبجانب هذا التواصل كثفت الجماعة جهودها فى الخارج، عبر عناصر الاتصال السياسى بالتنظيم الدولى ومكاتبه فى لندن وباريس وبروكسل وواشنطن وتركيا وماليزيا، وتضمنت هذه الجهود المتتابعة لمواجهة الدولة المصرية وتقويض مؤسساتها لقاءات مع نواب بالكونجرس الأمريكى، ونواب بالبرلمان الأوروبى، وبيانات وتقارير مشتركة أُعدت مع منظمة العفو الدولية "أمنيستى" ومنظمة "هيومان رايتس ووتش"، إضافة إلى مساحات مدفوعة فى عدد من الصحف الكبرى، منها جارديان ونيويورك تايمز. 
ومنذ الإطاحة بحكم الجماعة فى ثورة 30 يونيو، دأبت عناصر الإخوان بالخارج على إصدار بيانات تحريضية، تستند جميعها للغة خطابية مليئة بالشحن العاطفى، وطوال ما يقرب من 5 سنوات لم تتوقف الجماعة عن بياناتها بذات العبارات والتعبيرات، بينما نجحت الدولة المصرية خلال هذه الفترة فى استعادة الحضور الدولى، والعلاقات الوطيدة بالدول والمؤسسات، وتوجيه ضربات قاتلة للجهود الإخوانية المدعومة من قطر وتركيا وبعض المنصات الإعلامية الدولية، لتشويه صورة مصر ومؤسساتها، ما يرجح أن ينضم البيان الجديد المزمع إصداره من جانب قيادات الجماعة الإرهابية، إلى مدونة طويلة من البيانات التحريضية التى لا تتوقف ضد مؤسسات الدولة، وآخرها بيانات المتحدث الرسمى ومدير المكتب الإدارى بالخارج ووجوه من إخوان أنقرة ولندن، للتحريض ضد القوات المسلحة وعملية "سيناء 2018"، وسط التفاف وتأييد شعبى واسعين للعملين ولأبطال الجيش والشرطة فى معركتهم الحاسمة مع الإرهاب.