بعد ظهر وأتول.. هل اقتربت مصر من تصدير الغاز الطبيعي؟
نجحت إستراتيجية الدولة في الإنتاج المبكر لحقول الغاز من تحقيق معظم أهدافها لاسيما بعد نجاح تشغيل حقلي ظهر وأتول، بما ينبئ بقرب تحقيق مصر الإكتفاء الذاتي من الغاز، ومن ثم العودة مرة آخري إلى التصدير.
وتسعى وزارة البترول لتسريع الإنتاج من حقولها المكتشفة حديثا لوقف الاستيراد بحلول 2019 وتحقيق الاكتفاء الذاتي، تليها مرحلة التصدير.
وكانت مصر مصدرا صافيا للغاز، لكنها تحولت إلى مستورد رئيسي له في السنوات الأخيرة مع تنامي الطلب المحلي الذي فاق الإنتاج لكن من المتوقع أن يتغير ذلك بعد اكتشاف الحقول الجديدة للغاز وخطة الدولة للتوسع في طرح مزايدات جديدة للتنقيب عن النفط والغاز.
حقل ظهر
المؤشرات تؤكد قدرة مصر للعودة مرة أخري إلى تصدير الغاز الطبيعي، لاسيما بعد أن أعلنت شركة إيني الإيطالية أمس إن الإنتاج من حقل الغاز المصري العملاق ظُهر في البحر المتوسط سيصل إلى 2.9 مليار قدم مكعبة يوميا بحلول منتصف 2019.
وأشارت إلى إنها تستهدف الوصول بالإنتاج إلى ما بين 1.8 مليار وملياري قدم مكعبة يوميا بنهاية 2018 ثم زيادته إلى 2.9 مليار قدم مكعبة يوميا بحلول منتصف 2019.
ويبلغ إنتاج مصر من الغاز حاليا 5.5 مليار قدم مكعبة يوميا، بحسب وزارة البترول، وتتوقع الوزارة إن يتجاوز أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعى 6 مليارات قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى قبل نهاية العام الجارى.
أتول ينتج قبل موعده بـ7 شهور
ويعزز قرب مصر من تحقيق الإكتفاء الذاتي من الغاز، والعودة للتصدير، إعلان شركة بي بي البريطانية أمس عن بدء إنتاج الغاز التجريبي من المرحلة الأولى لمشروع حقل أتول الواقع في منطقة امتياز شمال دمياط البحرية في شرق دلتا النيل، وذلك قبل الموعد المقرر له بسبعة أشهر وبتكلفة تقل بنسبة 33% عن التكلفة التقديرية المبدئية.
ويبلغ الإنتاج الحالي للمشروع 350 مليون قدم مكعب من الغاز وعشرة آلاف برميل من المتكثفات في اليوم ويوجه إنتاج الحقل من الغاز إلى شبكة الغاز القومية المصرية.
ويعتبر مشروع "أتول" أول مشروع جديد لشركة بي بي يبدأ الإنتاج في عام 2018 استكمالاً للمشروعات التي تم تنفيذها بنجاح خلال السنوات الماضية.
وتنتج المشروعات الثلاثة عشر التي بدأت الإنتاج خلال عامي 2016 و 2017 أكثر من نصف مليون برميل بترول مكافئ في اليوم، ومن المنتظر أن يبلغ إجمالي الإنتاج من مشروعات بى بى الجديدة 900 ألف برميل مكافئ في اليوم بحلول عام 2021.
وأكتشفت بي بي حقل أتول في مارس 2015 ويقدر الاحتياطي الموجود في الخزان الرئيسىي في الحقل بـ 1.5 تريليون قدم مكعب من الغاز و31 مليون برميل من المتكثفات وما تزال قطاعات أخرى في الحقل تحت التقييم.
وبلغت استثمارات المرحلة الأولى لمشروع حقل "أتول" قرابة المليار دولار وقد تضمن المشروع إعادة إكمال البئر الاستكشافى الأصلي لتكون بئرا إنتاجية وحفر بئرين إنتاجيتين إضافيتين، وهو ما تم تنفيذه في الفترة من أغسطس 2015 حتى فبراير 2017.
مزايدات جديدة
خطط البترول لم تتوقف عن الإكتشافات الجديدة فقط، حيث تسعي خلال العام الجاري بجانب استكمال الكثير من المشاريع البترولية الكبرى، التي بدأت الوزارة في تنفيذها وتهدف إلى تعظيم إنتاج مصر من البترول والغاز، طرح مزايدات عالمية للبحث عن البترول والغاز في المناطق البرية والبحرية.
وبحسب تصريحات سابقة لوزير البترول فأن المياه الاقتصادية المصرية في البحر الأحمر وجنوب مصر، ستشهد خلال العام الجاري طرح مزايدة عالمية للمرة الأولى للبحث عن البترول والغاز، فور الانتهاء من مشروع تجميع البيانات الجيوفيزيائية في تلك المناطق.
وأضاف أن 12 اتفاقاً بترولياً سيُصدَر قريباً باستثمارات تقدر بـ433 مليون دولار، بإضافة الاتفاقات التي تسفر عنها المزايدات، التي سيتم طرحها.
وقال إن الوزارة قطعت شوطاً كبيراً نحو تحقيق مشروع مصر القومي لتحويلها مركزاً إقليمياً لتداول الغاز والبترول وتجارتهما، من خلال الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لمصر والأصول والبنية التحتية التي تسمح بتدفق البترول والغاز من دون أي عوائق فنية أو تنظيمية.
ورجح وزير البترول الأسبق المهندس أسامة كمال ظهور استكشافات جديدة للغاز فى منطقة امتياز شروق البحرى التى تشمل حقل ظهر، جنوب شرق البحر المتوسط فى المياه الإقليمية المصرية.
وعدد وزير البترول الأسبق الإيجابيات التى ستعود على قطاعات الدولة بعد العمل بكامل طاقة الإنتاج فى حقل ظهر، قائلا: إنها ستؤثر بقوة على البيئة الانتاجية والاستثمارية والاقتصادية لمصر ما يعود بالفائدة المباشرة على المواطنين.
اقرأ أيضا..
بي بي البريطانية للبترول تزف بشرى سارة للمصريين.. تعرف عليها