التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 02:29 م , بتوقيت القاهرة

نبتة "الجاتروفا".. مستقبل إنتاج الوقود الحيوي في مصر

يعد "الجاتروفا" من المحاصيل غير الغذائية، يُزرع في الأراضي شبه القاحلة، ويروى بمياه الصرف الصحي، ويبلغ محصول الشجيرة الواحدة ستة أطنان من البذور، تعطي حوالي أربعة طن من الزيت بعد العصر، وتعيش في الأرض لمدة 50 عامًا.


ونجحت زراعة "الجاتروفا" في الأقصر، بالغابة التي تروى على مياه الصرف الصحي، وذلك ضمن المشروع القومي للاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي المعالج في زراعة الغابات الشجرية- بحسب بيانات وزارة البيئة.


كما تمت زراعة الشتلات التي تم إنتاجها بالصوبة والمرباة في أكياس من البولي ايثلين الأسود، والذي يزال قبل الزراعة، في جور 30*30*30 سم ويتم الري عقب الزراعة أما التربة فهي صحراوية رملية ومسافات الزراعة 3*3 متر (466 نبات/فدان أي حوالي 1260 نبات/ هكتار). وتم الري بمياه الصرف الصحي المعالجة والتي يبلغ درجة التوصيل الكهربي (E.C) لها 1.04 مليموز/ سم و (PH) رقم الحموضة 7.47 ، ولا يتم أي نوع من أنواع التسميد سواء العضوي أو المعدني أو بالرش ويكتفي بمياه الصرف الصحي المعالج.


وأكد الأستاذ الدكتور أحمد الصباغ مدير معهد بحوث البترول المصري، أهمية التوسع في زراعة نبات الجاتروفا، وذلك لإنتاج الزيت الحيوي "البيوديزل" من بذورها واستخدامه كوقود، مشيرًا إلى أن لشجيرة الجاتروفا فوائد متعددة لكونها تشكل مصدرا مهما للطاقة البديلة والنظيفة بإنتاجها المتميز للزيت الحيوي، والجلسرين، والكيماويات المختلفة، إلا أنها بعد عصر بذورها يمكن استخدام قشور هذه البذور في صناعة الأخشاب الصناعية.


والموطن الأصلي للجاتروفا هو أمريكا الجنوبية، ومنها انتشرت الشجيرات إلى العديد من المناطق الجافة وشبه الجافة والاستوائية في العالم، و"الجاتروفا" Jatropha curcas شجيرة أو شجرة صغيرة تتبع العائلة Euphorbiaceae يصل ارتفاعها 7 - 10 أمتار، القلف ورقي والأفرع غليظة، الأوراق بيضية خماسية التفصيص غير مسننه طولها 8.5 سم وعريضة ولا يوجد عليها أهداب، عنق الورقة طوله حوالي 11 سم، أما الأزهار فهي صفراء مخضرة والأسدية ملتحمة وعددها ثمانية، والثمار كبسولة طولها 2.5سم تقريبا وتحتوي على ثلاثة بذور لونها أسود "تشبه بذور الخروع لحد كبير"، التزهير في أبريل ويتم الأثمار في مايو "تم الإزهار مرتين في العام بالأقصر".


وقال "الصباغ" إن الاهتمام بزراعة نبات الجاتروفا يعد مشروعًا قوميًا، وذلك لتداخل عدة وزارات للعمل بهذا المشروع كوزارات التنمية المحلية، والبيئة، والري، والزراعة، والاستثمار، والبترول والثروة المعدنية، والبحث العلمي والتكنولوجيا، مما يعود على الدولة المصرية بالنفع من توفير العملة الصعبة في حالة تصديره، وحل أزمة العمالة، واستصلاح الأراضي الصحراوية.


وأفاد "الصباغ" بأن معهد بحوث البترول أجرى بتجربة زراعة نبات الجاتروفا على أرض المعهد بغرض دراسة نوعية الإنتاج وغزارته، مشيرًا إلى أن المعهد أجرى الكثير من الأبحاث العلمية ودراسات الماجستير والدكتوراه لطلبة الدراسات العليا، لاستخدام المواد الناتجة من زيت الجاتروفا في صناعات البترول والغاز الطبيعي.


وبلغت نسبة الزيت في البذور 35-40% وفق موسم النضج، وتصل نسبة الدهون المشبعة إلى 20% وغير المشبعة 79% ولا يستخدم الزيت في الاستخدام الآدمي، ولكنه يستعمل في إنتاج الزيت الحيوي كوقود، وذلك يعود لاشتعاله دون انبعاث أبخره ملوثة للبيئة، لذا يطلق عليه الزيت الصديق للبيئة كما يستخدم للإضاءة وعدة أغراض صناعية أخرى.


وشجيرة الجاتروفا لها استخدامات متعددة، فهي علاوة على إنتاجها المتميز للزيت الحيوي تستخدم كسور وسياج للمزارع لحمايتها من اعتداءات الحيوانات على المحاصيل الحقلية، وكذلك لها إمكانيات متميزة في مقاومة انجراف التربة بالرياح وتعمل على تثبيت الكثبان الرملية.


ومن المؤكد أن هذا الزيت النباتي يعتبر جزءا أساسيا لتوفير الاحتياجات الواعدة التجارية إما مفردا أو بعد خلطه مع زيت الديزل، حيث يمكن استخدامه للسيارات دون تعديلات جوهرية في التصميم.


اقرأ أيضًا .. 


وزير البترول الأسبق: مصر تحملت عبء المخاطرة نيابة عن العالم