فيديو| ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران؟


كتب- أحمد عزمي:
تدور الكرة الأرضية حول محورها بسرعة هائلة تزيد عن سرعة الصوت، تصل عند خط الاستواء إلى 1667 كيلومتر في الساعة، وبسبب تلك الحركة الدورانية للأرض أمام الشمس، يتتابع على سكانها الليل والنهار في حركة متعاقبة ومنتظمة، وإذا كانت الأرض تقطع دورة كاملة حول محورها كل 24 ساعة لتنتظم الحياة عليها كما هي اليوم، فكيف سيكون الحال إذا ما تباطأت سرعة دورانها أو توقفت تماما عن الدوران؟.
يعني تباطؤ سرعة دوران الأرض كارثة لنا، فقد تستغرق الأرض عاما كاملا لكي تقطع دورة واحدة حول محورها فيقضي البشر نصف عامهم في ظلام دامس شديد البرودة، يتبعه نهار مشمس شديد الحرارة طوال نصف العام الآخر، ومع الفرق الكبير بين درجتي حرارة النهار والليل فإنه لا يمكن على وجه الدقة تحديد كيف سينجو البشر وسط تلك الظروف.
وعندما تتوقف الأرض عن الدوران فإن قوى الطرد المركزية التي تؤدي إلى انبعاج الأرض عند منتصفها سوف تزول، وفي تلك الحالة سوف ترتد مياه المحيطات إلى القطبين الشمالي والجنوبي فتغمرهما تماما، حيث الجاذبية هي الأكبر هناك الآن، بينما تتجمع اليابسة في كيان موحد عملاق عند خط الاستواء تفصل بين محيطين واسعين شمالا وجنوبا، كذلك فإن المجال المغناطيسي للأرض سوف ينتهي، ورغم عدم تأكد العلماء التام بعد من آلية تولد المجال المغناطيسي للأرض، والتي يعتقد في ارتباطها بدوران القلب الداخلي للأرض بسرعة أكبر من القلب الخارجي لها، فإن فناء المجال المغناطيسي للأرض يجعلها عرضة لرياح شمسية شديدة الضرر.
الكارثة التي يسببها تباطؤ دوران الأرض لا تختلف كثيرا عن زيادة سرعة دورانها، فسوف تؤدي زيادة سرعة دوران الأرض إلى قصر النهار وانخفاض درجة حرارته، كما سيكون المناخ والطقس أكثر عصفا، ورغم أن قوى الاحتكاك بين سطح الأرض والغلاف الجوي سوف تقيد سرعة الرياح، فإنها غالبا ما ستكون مصاحبة بأعاصير تصل سرعتها إلى 500 كيلومتر في الساعة.
ويطمئن الباحثون إلى أن الأرض تحتاج إلى قوة هائلة خارقة للطبيعة لكي تستطيع تغيير سرعة دورانها بالزيادة أو النقصان، فعلى سبيل المثال، تأثير القوى الطبيعية، مثل قوة الجاذبية بين الأرض والشمس والقمر، هو تأثير ضئيل للغاية لا يتعدى زيادة 2.3 مللي ثانية إلى ساعات اليوم كل مائة عام.