التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:52 ص , بتوقيت القاهرة

السيسي ردا على هيكل: نسف مؤسسات الدولة قرار خاطئ

كتبت- إيمان إبراهيم:

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى لو شابها بعض السلبيات التي يتم إصلاحها تدريجيا، موضحا أن هذا النهج هو الأصلح مقارنة بقرار نسف مؤسسات الدولة وإعادة بنائها من جديد، لا سيما أن الظروف الإقليمية المحيطة تقدم أدلة واضحة على أهمية الإبقاء على مؤسسات الدولة.

أضاف الرئيس، خلال لقائه مجموعة من أدباء وكُتَّاب ومفكري مصر، بينهم عدد من الشباب، اليوم السبت، أن الهدف الاستراتيجي في المرحلة الحالية هو الحفاظ على الدولة المصرية وتثبيت دعائمها، وأن هذا الأمر يتم على عدة أصعدة منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وشدد على أن الإصلاح يتعين أن يكون تدريجيا ودون اتخاذ إجراءات عنيفة من شأنها زعزعة استقرار المجتمع، كما نوّه إلى أهمية التحلي بالتفاؤل والأمل في المستقبل طالما أن مصر، قيادة وشعبا، لا تدخر جهدا لتحقيق ما تصبو إليه من أهداف ثورتيها.

وكان الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، في لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة "سي بي سي"، إلى الثورة على النظام القديم ومحاربة الفساد داخل مؤسسات الدولة.

بدوره، صرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، بأن لقاء الرئيس مع المثقفين شهد التعرف على العديد من الرؤى والأطروحات الخاصة بالأوضاع الداخلية، وشواغل المجتمع المصري، مع التركيز على أهمية دور التعليم وقطاع الإعلام في زيادة الوعي، ونشر الثقافة المعتدلة، ومكافحة الفكر المتطرف.

وأكد الحضور، بحسب بيان الرئاسة، على أهمية دور التعليم في تحقيق تنمية المجتمع المصري، مشددين على أن بناء عقل ووجدان الإنسان عبر التعليم الجيد يعد نواة لإقامة مجتمع صالح مفكر ومنتج، وهو الأمر الذي يتطلب التركيز على الطالب والمناهج الدراسية وليس فقط تطوير الأبنية التعليمية.

كما نوّه الحاضرون إلى أهمية تفعيل دور الشباب عبر المشاركة المجتمعية ليس على الصعيد السياسي فقط، إنما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وأشاروا إلى أهمية أن تصبح الثقافة مشروعا قوميا للدولة المصرية بما يمكنها من استعادة قوتها، مؤكدين على ضرورة النهوض بأوضاع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليحقق التوازن المطلوب على الساحة الإعلامية وتعريف المواطن بجهود تحقيق التنمية الشاملة.

وشهد اللقاء عددا من المقترحات من بينها إطلاق مشروع قومي للترجمة، يقوم بترجمة أعلام الكتب العالمية في مختلف مجالات الفنون والعلوم، فضلا عن إيلاء مزيد من الاهتمام بحماية الآثار المصرية والتراث، وتفعيل دور قصور الثقافة وإعادة افتتاح دور العرض السينمائي بها مرة أخرى.

كذلك أهمية تفعيل دور الدولة في الإنتاج السينمائي والدراما التليفزيونية من خلال أعمال متوازنة تعرض لقضايا المجتمع المصري وتساهم في نشر التثقيف والإمتاع في الوقت ذاته، مؤكدين على دور الفن ولا سيما السينما في نشر الثقافة المصرية بين الدول العربية.

وأعرب السيسي عن توافقه في الرؤى بشأن أهمية تطوير التعليم ودوره المحوري في الارتقاء بالمواطن المصري والمجتمع ككل، ومن ثم فإن استراتيجية تطوير التعليم تستهدف النهوض بجميع عناصر العملية، التي تشمل الطالب والمُعلم والمناهج الدراسية والأبنية والوسائل التعليمية، كما أكد على حرص الدولة على مواصلة دورها في إنتاج الأعمال الفنية الهادفة.

وأشار المشاركون في اللقاء إلى أهمية دعم دور الأزهر الشريف في مواجهة الأفكار المتطرفة، فضلا عن تطوير المناهج الدراسية المصرية سواء في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم أو للأزهر الشريف، وقد نوَّه الرئيس في هذا الصدد إلى أن تطوير المناهج بما في ذلك الأزهرية منها يتم بالفعل.

وأشاد الحاضرون بدور القوات المسلحة في المساهمة بتحقيق التنمية الشاملة لمصر، وتنفيذ العديد من المشروعات، وقد أوضح الرئيس أن جهاز الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية يشرفان على تنفيذ المشروعات التنموية بهدف ضمان الانضباط والإنجاز في ظل الحاجة الملحة لتحقيق إنجازات ملموسة، أما بالنسبة لعملية التنفيذ ذاتها فتقوم بها الشركات المصرية المدنية، منوها إلى أن عدد المدنيين المشاركين في مختلف المشروعات القومية بلغ حتى الآن مليون مواطن.

وقد اختتم الرئيس اللقاء بالاتفاق مع السادة المفكرين والأدباء على إعداد ورقة عمل متكاملة تتضمن مقترحات شاملة وقابلة للتنفيذ للنهوض بالحركة الفكرية والأدبية والفنية المصرية، مؤكداً على دعم مؤسسة الرئاسة للمبادرات الجادة التي تستهدف تحقيق مصلحة الوطن وتنمية المجتمع المصري.