ماغي فرح.. السيدة التي تعرف كل شيء
كتبت- غادة قدري
يحل شهر ديسمبر من كل عام ليسدل الستار على عام ملئ بالأحداث، لم يشهد العالم منذ بدء الخليقة استقرارا على طول الخط، فما بين أيام يسودها الأمن والانضباط، وأيام أخرى مضطربة مليئة بالارتباك السياسي، والحروب والدمار والثورات، والاغتيالات.. يجتهد المنجمون والعرافون؛ محاولين كشف المستور وتنبؤ ما تجئ به الأيام.
من أشهر هؤلاء العرافين "ماغي فرح"، إعلامية لبنانية، بدأت حياتها في العمل الصحفي والإعلامي كمذيعة، ثم تحولت لدراسة علوم وحسابات الفلك، وذاع صيتها كأشهر عرافة تصدق تنبؤاتها في الوطن العربي، وتعد مبيعات كتبها الأعلى في الشرق الأوسط.
المهنية والانتماء الإعلامي
تقول ماغي فرح إن السياسة قد آلمتها كثيرا، برغم أن لعبة السياسة أصبحت في دمها، كما أنها ترعرعت في ظل أجواء الحرب اللبنانية وتتمتع بوعي سياسي مختلف عن عامة الناس.
تنقلت ماغي فرح بين قنوات إعلامية لبنانية عديدة في مسيرتها التي تعود لأكثر من 30 عاما، وتقول ماغي فرح إن وظيفتها الإعلامية تحتم عليها أن تكون موضوعية وتقوم بواجبها على أكمل وجه. وإن عملها راسخ في ذاكرة الجمهور لأنها شخص يتمتع بالمصداقية منذ بداية مسيرتها المهنية في إذاعة "صوت لبنان"، التابعة لحزب الكتائب اللبنانية، والتي كانت طرفا في الحرب اللبنانية، والدليل على ذلك أنها استطاعت اختراق الحواجز والمتاريس، حين زارت مناطق الجنوب والشمال ولم تُحسب على جهة سياسية معينة، مؤكدة أن المهنية تنتصر على الانتماء الإعلامي.
حياتها
بدأت ماغي فرح مسيرتها الإعلامية من خلال إذاعة "صوت لبنان" وهي لا تزال طالبة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية عام 1977. وبعد تخرجها عام 1979 برزت كمقدمة في قسم الأخبار والبرامج السياسية، وساهمت مع زملاء لها في ترسيخ مدرسة جديدة في لغة الإعلام تعتمد على "العربية البيضاء" أي بين الفصحى والعامية، المعتمدة في وسائل الإعلام اللبنانية اليوم.
تولت بعد ذلك إدارة قسم الأخبار في إذاعة "صوت لبنان" بين عامي 1982 و1988، لتشارك فيما بعد في لجنة تحكيم برنامج "ستوديو الفن" على المحطة اللبنانية للإرسال LBCI، وفي عام 1992 انتقلت إلى قناة MTV، حيث قدمت برنامج "الحكي بيناتنا". ولأن خروج فرح من المحطات التلفزيونية اتسم بالغموض، انتقلت فرح عام 2000 بعد إغلاق MTV إلى قناة "المستقبل"، وقدمت برنامجا سياسيا حمل عنوان "مع ماغي" الذي لم تتخلَّ عنه فيما بعد على محطة LBCI بعدما حوّلته إلى برنامج اجتماعي لم يعرض منه إلا عدد محدود من الحلقات، وتقول فرح: "توقّف بطريقة غير مسبوقة دون اعتذار ودون إبداء أسباب"
التحول في حياة ماغي فرح
أثار الفلك فضول ماغي فرح، فقررت أن تلتحق بمعهد الدراسات الفلكية في فرنسا لتصبح محترفة في تحليل حركة الكواكب وتأثيرها على الأرض، عانت كثيرا من استخفاف الناس بعلم الفلك وتوقعاتها، لكنها لم تيأس حتى أصبحت الأولى خاصة بعد تنبؤاتها التي لا تخطئ في أغلب الأحيان، لتتألق كأشهر عرافة في الشرق ويرتبط اسمها بالفلك.
أهم تنبؤتها
تنبأت ماغي بالعديد من الأحداث السياسية التي حدثت في الشرق الأوسط، ولعل أبرز توقعاتها هي الاضطرابات السياسة والثورات التي قامت بها شعوب منطقة الشرق الأوسط في عام 2011، كما أنها توقعت سقوط العديد من حكام ورؤساء الدول العربية، في كتابها "2011 سنة المخاطر الصاعقة"، ووصفتها بالسنة الشرسة المليئة بالاضطرابات والمحاكمات، وقالت إن حساباتها الفلكية هي التي كشفت تلك النتائج وأن الفلك علم لا يخطئ.