التوقيت الأربعاء، 25 ديسمبر 2024
التوقيت 06:24 ص , بتوقيت القاهرة

"الهزارة".. أقلية شيعية تعاني الاضطهاد في أفغانستان

وقع انفجاران اليوم السبت، بالقرب من مظاهرة لأقليات "الهزارة" في العاصمة الأفغانية "كابول" وذلك بحسب تصريحات مسؤول بوزارة الداخلية الأفغانية، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هذا التنظيم.


وبحسب وكالة أنباء "برناما" الأفغانية، أضاف المتحدث باسم وزارة الصحة الصحة الأفغانية إسماعيل كاوسي إن الانفجار أسفر عن مقتل 61 شخصا وإصابة 207 آخرين.


من هم


قبائل الهزارة هم أقلية شيعية تسكن أفغانستان حيث تبلغ نسبتهم 35% ويسكنون المرتفعات والمناطق الوسطى والشمالية من البلاد، كما يعتنق أغلبهم المذهب الجعفري، والأقلية منهم يتبعون المذهب الحنفي.


أما عن العرق، فجميعهم ينتمون إلى العرق الأصفر، كما لا ينتسب منهم إلى بقايا جنود جنكيز خان المغول في أفغانستان كما أشيع عنهم.


سبب التسمية


جاءت اسم الهزارة من كلمة "هزار" وهي بالفارسية تعنى 1000، وعن سبب التسمية يقول الكاتب الأفغاني وحيدي فولاديان إنه قبل الإسلام كانت قومية الهزارة تعبد الأصنام، وكان لهم 1000 صنم، ولكل صنم بيتا للعبادة، وحينما أسلموا حطموا هذه الأصنام وبنوا بديلا عنها ألف مسجد.


تاريخهم


الهزارة موجودون في أفغانستان قبل ولادة جنكيز خان بمئات السنين، كما أن أغلب المؤرخين الأفغان من السنة والشيعة وكذلك المحققين والمستشرقين يؤكدون على أن قوميتهم في أفغانستان له جذور تاريخية عميقة في قلب آسيا ولا يمكن ارتباطها بهجوم المغول عليها.


وبحسب التاريخ الأفغاني، وقف الهزارة أمام جنكيز خان وحاربوه، حيث قتل أحد أحفاد جنكيز خان أمامهم في معركة بمدينة "باميان" الواقعة وسط مدينة هزارستان.


صفاتهم


يقول الدكتور أبو العنين فهمي الباحث في الشأن الأفغاني، في كتابه "أفغانستان بين الأمس واليوم" إن الهزارة يتصفون بالأمانة وهم يقدمون للبلاد أفضل الخدمات ويعملون بكفاءة عالية، كما امتاز شبابهم بالشجاعة في صفوف الجيش.


ويضيف الدكتور محمد عبد القادر مؤلف كتاب المسلمون في أفغانستان، أنهم يتصفون بالأمانة والشجاعة وطيبة القلب والروح الوطنية الصادقة".


وجاء في کتاب دائرة المعارف الاسلامية أن الهزارة شعب شجاع مقدام حاذق.


معاناة الهزارة


تتعرض قبائل الهزارة ذات الأغلبية الشيعية إلى الاضطهاد وذلك منذ قرون ماضية، ومع ظهور حركة طالبان في أفغانستان وحادثة 11 سبتمبر لم تكتف الحركة بقمع الهزارة، بل اقترفت المذابح في حقهم، ما دفعهم إلى النزوح تجاه الجبال واللجوء إلى الكهوف للهرب من المذابح التي يشنها بحقهم أعضاء الحركة.


وتصف"طالبان" الهزارة بأنهم كفرة، حيث قتلت الآلاف منهم ودفنتهم في مقابر جماعية، أو ألقت بجثثهم في الآبار في حين أودع عشرات الآلاف خلف القضبان.


وحتى الآن تعيش القبائل في الكهوف الجبلية، والتي لا يصل إليها الخدمات السكانية مثل المياه والكهرباء، ما يجعلهم يعانون من نقص في الخدمات.


وينظم الهزارة مظاهرات في العاصمة الأفغانية كابول كل فترة، كان أقربها يوم الاثنين الماضي، ثم اليوم السبت، احتجاجا على تغيير مسار خط نقل الكهرباء الذي يربط بين أفغانستان وتركمانستان.


وطالب المتظاهرون بتغيير مسار هذا الخط ليعبر من خلال ولايتي باميان ودايكندي التي تعيش بهما أعداد كبيرة من أبنائهم، حيث رددوا خلال الاحتجاج هتافات مثل "لا للتمييز ونريد العدالة".